وجدت دراسة طبية أن من يعانون من تجلطات الدم بعد أخذ لقاح كوفيد (وتحديدا أكسفورد/ أسترازينيكا)، لديهم أعداد كبيرة من الأجسام المضادة للصفائح الدموية التي تلعب دورا مهما في عملية التجلط بالدم.
وتتطابق الأجسام المضادة مع ذات النوع الذي تم رصده بعد تعاطي مصابين لعقار الهيبارين المسيل للدم، وفق الدراسة المكونة من ورقتين، إحداهما تابعت حالة مصابين في النرويج، والأخرى في النمسا وألمانيا.
وطبيا، تسمى الحالة المرضية الناتحة بـ "تجلط الجيوب الوريدية الدماغية"، وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
ومن بين المشمولين في البحث، امرأة نرويجية (37 عاما) توفيت بعد أخذ لقاح أسترازينيكا.
في البدء شعرت المرأة بحمى وصداع حاد، بعد أسبوع، من أخذ اللقاح. وفي غرفة الطوارئ، رصد الأطباء جلطة بالدماغ، وانخفاضا في عدد الصفائح الدموية (فاكتور 4)، فتم علاجها بنقل دم، وعقار الهيبارين.
لكن في اليوم التالي، عانت المريضة من نزيف بالدماغ، فخضعت لعملية جراحية عاجلة توفيت بعدها بيومين.
البحث الذي نشر في مجلة "نيو إنغلاند الطبية"، لا يفسر بشكل مباشر ما إذا كان لقاح كوفيد هو الذي يحفز الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة للصفائح الدموية، أو ما إذا كانت لقاحات كوفيد الأخرى تفعل الشيء ذاته، ولكنه يعتبر بداية للعثور على إجابة، بحسب معدي الورقتين.
ومع ذلك وصف خبراء طبيون البحث بأنه "مقنع للغاية".
وقال تيودور واركنتين الخبير في الجلطات النادرة بجامعة مكماستر الكندية وأحد معدي البحث، وفق موقع "ستات نيوز" الإلكتروني، "الكندية إن ما يحدث بعد أخذ اللقاح "اضطراب معروف، والأهم من ذلك أن هناك مجموعة من الاختبارات التي يمكن أن تحدد ما إذا كان المريض يعاني منه أم لا". الأمر الذي قد يسهم بدوره في تفادي فقدان أرواح.
يشار إلى أنه تم رصد جلطات مماثلة مع لقاح جونسون آند جونسون في الولايات المتحدة، وجراء ذلك، أوصى خبراء الصحة الأميركيون، تحوطا، بتعليق استخدام اللقاح.
وتسبب اللقاح في موجة قلق دفعت عددا من الدول إلى تعليق استخدام اللقاحين.
ومع ذلك يرى خبراء أن الجلطات الناجمة عن أخذ لقاحات كورونا نادرة للغاية وأن فوائد اللقاح تطغى على سلبياته.