أرقام إصابات فيروس كورونا ووفيات قياسية تشهدها الهند، وضعت الإمكانيات الصحية المحلية في أزمة حقيقية، في بلد يصل تعداده السكاني يصل إلى 1.4 مليار نسمة.
سجلت الهند نحو 315 ألف إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة، مسجلة رقما قياسيا عالميا مخيفا، بينما يسود التوتر في المستشفيات التي تواجه نقصا في الأكسجين والأسرة.
وكشفت الموجة الوبائية الثانية التي تنسب خصوصا إلى "طفرة مزدوجة" للفيروس، وكذلك إلى التجمعات الكبيرة التي سهلت انتشار العدوى، مرة أخرى تدهور النظام الصحي الهندي.
وتلقح الهند شعبها بنحو 2.7 مليون جرعة في اليوم الواحد، لكن لا تزال نسبة الحاصلين على اللقاح لم تتخط حاجز عشرة بالمئة من التعداد السكاني الكلي للهند، بحسب تقرير وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وأوصل الارتفاع الأخير في إصابات فيروس كورونا، النظم الصحية الهشة في الهند إلى حافة الانهيار، فالمستشفيات تعاني من نقص في عدد الموظفين، بجانب نقص في الأوكسجين الطبي، ووحدات عناية مركزة مكتظة بالمرضى، والموتى يتراكمون في محارق الجثث والمقابر.
ويعود ارتفاع إصابات كورونا، إلى اعتقاد السلطات الهندية بأن الأسوأ قد مر، عندما انخفضت إصابات كورونا في سبتمبر الماضي.
وكانت إصابات كورونا قد انخفضت لمدة 30 أسبوعا متتاليا، قبل أن تعاود الارتفاع في منتصف فبراير الماضي. ويقول خبراء إن الدولة فشلت في اغتنام الفرصة لتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية، ورفع وتيرة عمليات التلقيح.
وقال رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، سريناث ريدي، إنه على الرغم من التحذيرات والنصائح بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فإن السلطات الهندية لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الطفرة في الإصابات.
وقال نقاد إن قرار الحكومة بعدم إيقاف الاحتفالات الدينية الهندوسية أو الانتخابات، ربما أدت إلى تفاقم الزيادة.
ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط الحالات الجديدة اليومية في الهند لمدة 7 أيام خلال الأسبوعين الماضيين من 6.75 حالة جديدة لكل مئة ألف شخص شخص في 6 أبريل، إلى 18.04 حالة جديدة لكل مئة ألف شخص شخص في 20 أبريل.
وربما يكون السبب في هذه الزيادة، هو السلالة الجديدة من فيروس كورونا، بما في ذلك السلالة التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند، كما يقول الخبراء.
وبلغ مجموع الإصابات في الهند 15,9 مليونا منذ بداية الوباء، وهي بذلك ثاني بلد في عدد الإصابات متقدمة على البرازيل حيث أصيب 14,12 مليون شخص بكورونا.
لكن البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة سجلت نحو 381 ألف وفاة، أي ضعف عدد الوفيات في الهند التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة.