وضع المسؤول الكوري الجنوبي المكلف بملف توحيد بلاده مع جارتها الشمالية تصورًا جديدا لإقامة نوع من الوحدة بين البلدين، وفقا لما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي، لي إن يونغ، في حديث إلى صحيفة محلية إن التصور يقوم على مبدأ" نظامي حكم مختلفين في في كل شطر ضمن دولة واحدة وبالتالي شعب واحد وسوق اقتصادية واحدة".
وشبّه الاستراتيجية بتلك التي أسست الاتحاد الأوروبي، الذي أصبحت حدوده مفتوحة ولديه عملة موحدة وبرلمان أوروبي موحد مع وجود سيادة فردية لكل دولة من أعضائه السبعة والعشرين، مشيرا كذلك إلى تجربة الصين عندما استعادت ماكاو من البرتغال وإقليم هونغ كونغ من بريطانيا تحت مبدأ دولة واحدة بنظامين مختلفين.
ويصادف الأسبوع المقبل الذكرى الثالثة لعقد أول قمة على الإطلاق بين رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقد وقع الرجلان على تعهد بإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم ومواصلة الحوار. لكن رغم حدوث قمتين أخريين بين الكوريتين والقمة التي جمعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي بيد أن التوترات عادت إلى شبه الجزيرة الكورية.
وقد كان مفهوم إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية أحد مبادئ السياسة المركزية لكلا الجانبين منذ القمة الأولى بين الكوريتين في عام 2000.
وأعيد التأكيد على مبدأ التوحيد في قمة المتابعة لعام 2007 بين الكوريتين دون أن يقدم أي من الجانبين خطة لبدء العملية نظرًا الاختلافات الكبيرة بين الدولتين.
وأكد وزير التوحيد في كوريا الجنوبية على ضرورة مراعاة الجوانب الاقتصادية بين البلدين، محذرًا من إمكانية قيام اقتصاد كوريا الجنوبية الأكبر بكثير باستغلال اقتصاد كوريا الشمالية إذا تم دمجهما بطريقة غير مسؤولة، على حد قوله.
وقال إن التعاون المتبادل يمكن أن يعمل على توسيع اقتصادات البلدين، وهو أمر يقول أنه سيتردد صداه بين مواطني كوريا الجنوبية الذين هم في العشرينات والثلاثينيات من العمر.
وأثر التراجع في العلاقات بين الكوريتين خلال العامين الماضيين على آراء الكوريين الجنوبيين تجاه التوحيد، لكن 62.4 في المئة من تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية في البلاد يرون أن ذلك الأمر ضروري، بحسب استطلاع نُشر في فبراير من قبل وزارة التوحيد ووزارة التعليم في كوريا الجنوبية.
وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن هذا يمثل زيادة بنسبة 6.9 في المئة عن استطلاع مماثل أجري العام الماضي.
كما تواصل إدارة سيول حملتها لتحسين العلاقات بين الكوريتين، إذ أعرب الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، عن أمله في أن تساعد قمته القادمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر المقبل في إعطاء دفعة جديدة لعملية السلام المتوقفة.
من جانبه ، أمر بايدن بإجراء مراجعة شاملة للسياسة فيما يتعلق باستراتيجية الولايات المتحدة في مختلف قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك كوريا الشمالية وأسلحتها النووية.
وفي حين جرى وضع هذه المراجعة في دائرة الضوء بعد سلسلة من اختبارات الصواريخ الكورية الشمالية الشهر الماضي، لكنه لم يتم تحديد نهج نهائي لهذه القضية بعد.
ودعا، لي، كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإبداء المرونة في تطبيقهما للعقوبات ضد كوريا الشمالية المعزولة دوليًا على أمل توفير مساحة أكبر للدبلوماسية.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي له الشهر الماضي، والذي جاء في أعقاب سلسلة من تجارب الصواريخ قصيرة المدى التي أجرتها كوريا الشمالية، إنه سيفكر في إجراء محادثات مع بيونغ يانغ، لكنه سيرد على أي تصعيد من جانب كيم.
وأوضح بايدن في ذلك الوقت: "إذا اختاروا التصعيد، فسنرد وفقًا لذلك. أنا مستعد أيضًا لأي شكل من أشكال الدبلوماسية، لكن يجب أن تكون مشروطا بالنتيجة النهائية لنزع السلاح النووي".