أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني حصيلة جديدة لضحايا اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، وفي حين انعقد المجلس الأمني للكيان الإسرائيلي لتقييم الأحداث؛ منحت قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة بقطاع غزة الاحتلالَ مهلة لسحب جنوده.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني ارتفاع عدد المصابين خلال اقتحام المسجد الأقصى إلى 331، بينهم 7 حالتهم حرجة.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين عند باب الأسباط المؤدي إلى المسجد الأقصى، وأوضحت أن هذه القوات تهاجم الفلسطينيين عند الباب لمنعهم من الوصول للأقصى.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت صباح اليوم الاثنين باحات المسجد الأقصى، واعتدت على المرابطين فيه، وذلك قبل ساعات من مسيرة المستوطنين الاستفزازية، في ما يسمونه "يوم توحيد القدس".
وأطلقت قوات الاحتلال وابلا من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي على المسجد القبلي وصحن قبة الصخرة والمصلى المرواني، وحاصرت المعتكفين داخل المسجد القبلي، الذي تركزت عنده المواجهات، وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال اقتحموا مصلى باب الرحمة.
وأظهرت صور آثار الدمار الذي خلفه الاقتحام؛ من حرق مصاحف وتكسير نوافذ وحرق سجاد المصلى القبلي، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز داخله لإرغام المعتكفين على الخروج من المسجد.
وأفاد مراسل الجزيرة باشتعال النيران في شجرة قرب المسجد الأقصى بعد مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين
كما بث ناشطون تسجيلًا يظهر اعتداء جنود الاحتلال على أحد المرابطين العزل، وضربه بشكل عنيف داخل المسجد الأقصى، ثم اعتقاله.
كما تداول نشطاء على مواقع التواصل مقطع فيديو وثّق لحظة اعتداء قوات الاحتلال على النساء في مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى، بإطلاق قنابل الغاز والصوت باتجاههن بشكل مباشر.
وقالت مراسلة الجزيرة إن جنود الاحتلال اعتقلوا أفراد أسرة من سكان حي الشيخ جراح في القدس بعد الاعتداء عليهم، وهاجم جنود الاحتلال السكان بالتزامن مع وصول مزيد من المستوطنين، حيث مكنتهم قوات الاحتلال من اقتحام حي الشيخ جراح في القدس.
إسرائيل تأخذ حذرها
في السياق ذاته، اجتمع المجلس الأمني المصغر في إسرائيل لتقييم الأوضاع الأمنية في القدس وتداعياتها، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة قررت تغيير مسار الرحلات الجوية المدنية بمطار بن غوريون تحسبا لتصعيد من غزة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام أن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلة حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، "وإلا فقد أعذر من أنذر".
وتعليقا على ما يجرى في الأقصى، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته مصرّة على ضمان ما سمّاها حقوق الجميع في حرية العبادة.
وأضاف -في تغريدة له على تويتر- أن ما يجري في القدس صراع على قلب المدينة، وأنه ليس جديدا، واعتبر نتنياهو أنه صراع يعود إلى مئات السنين، منذ ظهور الديانات السماوية، وأنه يدور بين التسامح وعدمه، وبين العنف والنظام والقانون، على حد تعبيره.
ومع تصاعد التوتر، طردت قوات الاحتلال الفلسطينيين والفرق الطبية والصحفيين بعيدا عن باب الأسباط إلى خارج أسوار البلدة القديمة.
حشد أمني
وعززت الشرطة قواتها بالقدس وفي محيط المسجد الأقصى بنحو 3 آلاف عنصر إضافي، قبل المسيرة التي كان من المقرر أن تخرج عصر اليوم ويتوقع أن يشارك فيها 30 ألف مستوطن.
وتعد هذه المسيرة الاحتفالية الأبرز للمستوطنين، وتنطلق من أمام مقبرة مأمن الله (غرب البلدة القديمة)، بتجمع المشاركين هناك والسير باتجاه باب العامود.
وتشهد المدينة إجراءات أمنية مشددة في كل من البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ودفعت سلطات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وأمنية عند أبواب المسجد الأقصى، كما انتشرت قوات شرطة الاحتلال في مختلف أزقة مدينة القدس الشرقية ونصبت الحواجز الحديدية.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أرجأت جلستها المقررة اليوم الاثنين للنطق بالحكم في قضية طرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة، وأعلنت المحكمة أنها ستعود للنظر في القضية في غضون شهر.
وجاءت هذه الأحداث بعد ليلة ساخنة من الصدامات في القدس المحتلة شملت عدة مناطق؛ مما أسفر عن إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، في حين توسعت رقعة الغضب الفلسطيني لتشمل الخط الأخضر وغزة.
واستمرت المواجهات الليلية على مدى ساعات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال في بابي العامود والساهرة وحي الشيخ جراح، وذلك على خلفية مخطط إسرائيلي لتهجير عائلات فلسطينية مقدسية من الحي.
* الجزيرة