الأمل في الإرادة السياسية.. الأمم المتحدة تشير إلى ارتفاع خطير في الحرارة يلوح في الأفق
الثلاثاء 31 اكتوبر 2017 الساعة 00:55
الأحرار نت / جنيف:
أعلنت المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان تركز ثاني اكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار المناخي بلغ مستويات قياسية في العام 2016 محذرة من "ارتفاع خطر في الحرارة".

وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في نشرتها السنوية حول الغازات المسببة لمفعول الدفيئة ان "المرة الاخيرة التي سجلت فيها الأرض هذا المحتوى من ثاني اكسيد الكربون كان قبل 3 الى 5 ملايين سنة وكانت الحرارة اعلى بدرجتين الى 3 درجات ومستوى مياه البحر اعلى بـ10 الى 20 مترا مقارنة مع مستواها الراهن" بسبب ذوبان الطبقات الجليدية.

وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان هذا "الارتفاع الكبير" في مستويات ثاني اكسيد الكربون عائد الى "تضافر النشاطات البشرية وظاهرة إل نينيو القوية" وهي ظاهرة مناخية تسجل كل اربع الى خمس سنوات وتنعكس ارتفاعا في حرارة المحيط الهادئ ما يؤدي الى حالات جفاف ومتساقطات قوية.

وأوضح تقرير المنظمة العالمية للارصاد الجوية الذي نشر في جنيف حيث مقرها "كان تركز ثاني اكسيد الكربون في الجو في العام 2015، 400 جزء في المليون لكنه بلغ 403,3 اجزاء في المليون العام 2016" و"بات يشكل 145% مما كان عليه في مرحلة ما قبل الثورة الصناعية" اي قبل العام 1750.

وشدد التقرير على انه "المستوى الاعلى منذ 800 الف سنة".

فقد توصل الباحثون الى "قياسات موثوق بها ومباشرة" لنسب التركز العائدة الى 800 الف سنة بفضل دراسة فقاعات الهواء المحفوظة في الجليد في غرينلاند وانتاركتيكا على ما اوضحت رئيسة قسم ابحاث بيئة الغلاف الجوي في المنظمة اوكسانا تاراسوفا.

ومن خلال دراسة هذه المواد المتحجرة يمكن للمنظمة العالمية للارصاد الجوية ان تعود اكثر في الزمن لكن بدقة اقل ومعرفة مستوى ثاني اكسيد الكربون في العصر البليوسيني الاوسط (3 الى 5 ملايين سنة).

وحذر الامين العام للمنظمة العالمية للارصاد الجوية الفنلندي بيتيري تالاس "في حال لم نخفض فورا انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة ولا سيما ثاني اكسيد الكربون فاننا سنشهد ارتفاعا خطرا في الحرارة بحلول نهاية القرن يتجاوز بكثير الهدف المحدد في اتفاق باريس للمناخ".

وأضاف: "سترث الأجيال المقبلة كوكبا مضيافا أقل بكثير".

لكنه قال "ثمة امل" مشيرا خلال مؤتمر صحافي الى الادراك العالمي للمشكلة والذي تجسد من خلال اتفاق باريس للمناخ الذي وقع نهاية العام 2015.

الوقت يداهمنا

ومنذ الثورة الصناعية أي العام 1750 يؤدي النمو السكاني والزراعة المكثفة واستخدام اكبر للاراضي فضلا عن قطع اشجار الغابات واستغلال مصادر الطاقة الاحفورية لاغراض الطاقة، الى ارتفاع في ما يحويه الغلاف الجوي من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة واكثرها ثاني أكسيد الكربون.

وشدد تالاس على إن "ثاني اكسيد الكربون يبقى في الجو على مدى قرون وفي المحيط لفترة اطول بعد.

وبحسب قوانين الفيزياء ستكون الحرارة اعلى بكثير والظواهر المناخية ستكون قصوى في المستقبل.

وليس لدينا عصا سحرية للتخلص من هذا الفائض في ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي".

واعتبر اريك سولهايم مسؤول برنامج الامم المتحدة للبيئة ان "الوقت يداهمنا".

واضاف "الارقام خير دليل على ذلك. يبقى مستوى الانبعاثات عاليا جدا ويجب ان نقلب هذا الميل امامنا حلول متاحة عدة لمواجهة هذا التحدي. ولا ينقصنا الا الإرادة السياسية".

واعلنت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية في مارس/آذار الماضي ان القطب الشمالي عرف ثلاث مرات خلال الشتاء ما يوازي موجة حر قطبية اي انها ظاهرة قريبة من الذوبان.

وفي 2016، سجل سطح البحار اعلى حرارة له على الاطلاق. وتواصل ارتفاع المستوى الوسطي لمياه البحر فيما كانت مساحة الاطواف الجليدية اقل من المعدل الطبيعي في الجزء الأكبر من السنة.

وتنطلق الاسبوع المقبل مفاوضات حول المناخ في بون (المانيا) تحت إشراف الأمم المتحدة تحضيرا لتطبيق اتفاق باريس.

واعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستنسحب من هذا "الاتفاق السيء" إلا أن القرار لن يدخل حيز التنفيذ قبل ثلاث سنوات.

متعلقات