قال تقرير تحليلي لمجلة "فورين بوليسي" إن الرئيس الأميركي جو بايدن ربما لا يصل إلى مبتغاه في التقليل من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط بعد تصعيد الأعمال العدوانية من جانب إيران مؤخرا.
وأشار تقرير المجلة الأميركية إلى أن النظام الإيراني خلال المرحلة الانتقالية التي يتولى فيها الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم، سيكون أكثر عدائية في المنطقة سواء من جانبها أو عبر وكلائها، مما يحد من جهود الرئيس بايدن بتحويل التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كانت كل إدارة أميركية سابقة تسعى في الغالب لتجنب زيادة الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط والتركيز بدلا من ذلك، على تهديدات أكبر في مناطق أخرى.
خلال الأسابيع الأخيرة، انسحبت إيران من طاولة المفاوضات النووية في فيينا ومنذ ذلك الوقت، تصاعد وتيرة الهجمات في المنطقة على أهداف أميركية وسفن في الخليج وبحر العرب، طبقا لتقرير المجلة.
والثلاثاء، اختطفت جماعة مسلحة تشتبه في أنها تعمل لصالح إيران، سفينة ترفع علم بنما بخليج عمان، قبل أن يهربوا بعد فشل المهمة.
وكانت ثلاثة مصادر أمنية بحرية أكدت لوكالة رويترز، أن قوات مدعومة من إيران استولت على الناقلة، بينما تنفي إيران ذلك.
وقبلها بأيام، قال مسؤولون إسرائيليون إن ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لإسرائيل تعرضت للهجوم من عدة طائرات إيرانية بدون طيار قبالة عمان، مما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما بريطاني والآخر روماني.
كل تلك الأعمال من جانب طهران، من المرجح أن تجعل أي عودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، أكثر صعوبة، كما يقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، وهو المساعد السابق لكبير المفاوضين الأميركيين روبرت مالي.
وقال فايز إن احتمالات استعادة الصفقة "تبدو أكثر صعوبة يوما بعد آخر".
ولم يعد بإمكان مفتشي الأمم المتحدة رؤية ما تفعله طهران داخل منشآتها النووية، في وقت يزيد فيه النظام من وقت اختراقه لأشهر محدودة فقط باستخدام التقنيات الحديثة في تخصيب اليورانيوم.
وتطالب طهران بما هو مستحيل من واشنطن: أن يضمن الأميركيون عدم انسحاب أي رئيس أميركي مستقبلي من الاتفاقية كما فعل ترامب.
يضيف فايز: "تبدو إيران واثقة من أن الوقت في صالحها ويمكنها تأمين تنازلات أوسع من الولايات المتحدة على افتراض أن نفوذ إيران يمكن أن يزداد بسرعة أكبر من قدرة الغرب على تحمل المزيد من الألم المالي أو الرغبة في العمل العسكري".
لا تغيير حقيقي
يُعد سلوك طهران العدواني جزءا من نمط بدأ عام 2019، مع الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب عدم مهاجمة إيران لإسقاطها طائرة استطلاع أميركية بدون طيار.
ومن المحتمل أن يكون التصعيد الأخير أيضا رد فعل على إشارات بايدن القوية بأنه يريد العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015، وذلك لتحويل تركيزه بشكل أكبر على المحيطين الهندي والهادئ والتهديد القادم الصين.
ويرى الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دنيس روس، أنه من الصعب أن يتم تجاهل منطقة الشرق الأوسط.
وقال روس إن "هناك استعداد أكبر لفرض ثمن على الإيرانيين لسلوكهم في المنطقة".
كان الرئيس بايدن قد أمر بشن غارات جوية على المواقع التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران أكثر من مرة منذ دخوله البيت الأبيض.
في أوائل الشهر الماضي، تعرض دبلوماسيون وقوات أميركية للاستهداف في العراق وسوريا بثلاث هجمات صاروخية وطائرات مسيرة في رد إيراني على الضربات الأميركية على ما يبدو.
وأضاف روس، الذي عاد مؤخرا من رحلة استغرقت أسبوعا في السعودية، إن إيران خففت قليلا من تصعيدها خلال بدء محادثات مع الرياض بشأن الحرب بالوكالة بين الجانبين في اليمن.
لكن "السعودية لا تعتقد أن تلك المحادثات ستؤتي ثمارها. ليس لديهم توقعات بالحوار مع الإيرانيين. إنهم لا يرون أي تغيير حقيقي في سلوك إيران"، وفقا لروس.