أثار التقدم السريع لعناصر طالبان في مختلف أنحاء أفغانستان والسيطرة على عدد كبير من الأقاليم خلال الأسابيع الماضية ذهول بعض المسؤولين والمراقبين الدوليين، وطرح تساؤلات حول تمويل الحركة، الذي مكنها من تحقيق ذلك.
وبحسب موقع "صوت أمريكا" تحصل حركة طالبان على جزء من أموالها من خلال جمع التبرعات. وتقول وكالات الاستخبارات إنه في حين أنه من المستحيل إجراء قياس دقيق لمقدار الأموال التي تمكنت طالبان من جمعها بدقة، لكنها تترواح بين 300 مليون دولار إلى 1.6 مليار دولار سنويًا.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة الصادر في يونيو 2021 استنادًا إلى معلومات استخباراتية للدول الأعضاء، فإن معظم أموال الحركة تأتي من نشاط إجرامي مثل إنتاج الأفيون وتهريب المخدرات والابتزاز والخطف والحصول على فدية.
وقالت إحدى وكالات المخابرات إن تهريب المخدرات وحده ربما يكسب طالبان 460 مليون دولار سنويا. وذكر تقرير الأمم المتحدة أن قادة طالبان حصلوا على ما يصل إلى 464 مليون دولار العام الماضي من عمليات التعدين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
كما زعم المسؤولون الأمريكيون لسنوات أن طالبان حصلت على الأموال والأسلحة والتدريب من روسيا.
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى موقع "صوت أمريكا" في أغسطس 2018، ذهب الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان آنذاك، إلى حد اتهام موسكو باستخدام مثل هذا الدعم "لتقويض المكاسب العسكرية الأميركية في أفغانستان".
وكانت موسكو نفت هذه الاتهامات. بينما قال البيت الأبيض في أبريل الماضي، إنه سيرد على تقارير تفيد بأن روسيا قدمت مكافآت لمتشددين مرتبطين بطالبان لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان، مشيرا إلى أن الأمر سيعالج عبر "القنوات الدبلوماسية والعسكرية والمخابراتية"، وفقا لوكالة رويترز.
وذكر محللون آخرون أن "طالبان تحصل على الأموال من إيران".
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن طالبان يبدو أنها جمعت ما يكفي من الأموال للسيطرة على أفغانستان بالقوة، لكن هناك شكوك حول امتلاكها التمويل الكافي لحكم أفغانستان بنفسها.
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، أنفقت الحكومة الأفغانية 11 مليار دولار في عام 2018، جاء 80 في المئة منها من المساعدات الخارجية.
وقال المفتش العام الأمربكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، في مارس الماضي: "يبدو أن طالبان تتفهم حاجة أفغانستان الماسة إلى المساعدة الخارجية".
الحرة