تسود أوساط المجتمع الدولي حالة من الترقب بشأن ما ستتخذه الدول الكبرى والأوروبية بشأن كيفية التعامل مع حركة طالبان عقب سيطرتها على العاصمة الأفغانية، كابل، وفيما إذا كانت سوف تعترف بأي حكومة تشكلها.
وأبدت الصين التي تتشارك حدوداً مع أفغانستان تمتدّ على 76 كلم، استعدادها الاثنين لإقامة "علاقات ودية" مع حركة طالبان، وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونيينغ، أمام الصحافة أن بكين "تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومستقبله"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ومن جهة روسيا أعلن موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف أن موسكو ستقرر ما إذا كانت ستعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة بناء على "سلوكياتها".
وقال كابولوف لإذاعة "صدى موسكو" إن "السفير الروسي (ديمتري جيرنوف) يتواصل مع طالبان، وغداً سيلتقي منسقهم للشؤون الأمنية"، لمناقشة خصوصاً المسائل المرتبطة بأمن السفارة الروسية في كابل.
"مفاجأة لروسيا"
وأوضح أن المتمردين "يؤمّنون أصلاً أمن المحيط الخارجي للسفارة الروسية. غداً ستتمّ مناقشة التفاصيل على المدى الطويل"، موضحا أن "الاعتراف أم لا (بحكم طالبان) يعتمد على سلوكيات النظام الجديد".
وتابع "سنراقب عن كثب إلى أي مدى سيكون نهجهم لإدارة البلد مسؤولاً.. وسوف تستخلص السلطات الروسية من ذلك الاستنتاجات اللازمة".
وسبق أن أعلنت روسيا الأحد أنها لا تعتزم إخلاء سفارتها في كابل، مؤكدةً أنها حصلت على "ضمانات" من جانب طالبان بشأن أمن بعثتها الدبلوماسية، فيما أكد كابولوف "ما يثير الدهشة أن الوضع هادئ حالياً" في كابل.
وأقرّ كابولوف بأن السرعة التي سيطرت بها طالبان فيها على البلاد شكلت"مفاجأة" بالنسبة لروسيا، مصرحا وصرّح "لقد بالغنا في تقدير القوات المسلحة في أفغانستان" مضيفاً "إنها تخلت عن كل شيء منذ الطلقة الأولى".
موقف بريطاني حازم
أما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فكان قد دعا دول العالم إلى عدم الاعتراف الأحادي بحكومة طالبان حال تشكلت، في إشارة إلى أن ضرورة أن يكون هناك ضغط دولي على حركة طالبان ومنعها من إقامة نظام قمعي متفرد، وهو ذلك قريب من موقف الإدارة الأميركية التي أكدت مرارا أنها لن تعترف بأي حكومة تفرضها الحركة المسلحة على الشعب.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت، الأحد، أن أكثر من 60 دولة أصدرت بيانا مشتركا يشدد على ضرورة فتح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الخروج من أفغانستان.
وأوضحت الخارجية في بيان أن أكثر من 60 دولة منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا في البيان قد طالبوا من "يتولون مواقع السلطة في أنحاء أفغانستان يتحملون المسؤولية -والمساءلة- فيما يخص حماية الأرواح والممتلكات واستعادة الأمن والنظام على الفور".
وأضاف البيان: "الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش في سلام وأمن وكرامة. ونحن في المجتمع الدولي مستعدون لمساعدته".
وكتب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر حسابه على تويتر: "الولايات المتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي في التأكيد على ضرورة إفساح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الرحيل. ينبغي أن تظل الطرق والمطارات والمعابر مفتوحة. وينبغي الحفاظ على الهدوء".