بالتزامن مع إعلان طالبان، التي استولت على السلطة في كابل، الأسبوع الماضي، أنها وضعت في متناول السكان رقما خاصا للتواصل معها عبر تطبيق واتساب، ظهر في مقطع فيديو مسؤول في الحركة وهو يطمئن العاملات في مجال الصحة بشأن الاحتفاظ بوظائفهن، وفي مقطع آخر، تعهد متشدد بحماية أقلية السيخ الدينية.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن حركة طالبان، التي حظرت الإنترنت في المرة الأولى من حكمها أفغانستان (1996-2001)، تحول الآن وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة قوية لـ"ترويض المعارضة وبث رسائلها".
وبعدما حكمت الحركة المتشدد قبضتها حاليا، تستخدم الآلاف من حسابات على تويتر، بعضها رسمي، لتهدئة القاعدة الحضرية الخائفة في أفغانستان والتي تزداد ذكاء من الناحية التكنولوجية.
لكن صور السلام والاستقرار التي تنشرها طالبان تتناقض مع المشاهد التي تم بثها حول العالم للفوضى في مطار كابل أو لقطات لمتظاهرين يتعرضون للضرب وإطلاق النار، بحسب الصحيفة.
ورغم ذلك، تظهر هذه الصور "القوى الرقمية التي شحذها المسلحون على مدى سنوات من التمرد، وتقدم لمحة عن كيفية استخدام طالبان لتلك الأدوات لحكم أفغانستان، حتى وهي تتشبث بمعتقداتها الدينية الأصولية وميولها العنيفة".
وتقول نيويورك تايمز إن وسائل التواصل الاجتماعي الأفغانية قد تكون مؤشرا ضعيفا على رأي الشارع، حيث يختبأ العديد من منتقدي طالبان وأنصار الحكومة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة.
ولكن في الأسابيع الأخيرة، ومن خلال حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، "ربما تكون قد ساعدت في تشجيع قوات الأمن الأفغانية على إلقاء أسلحتها"، أظهرت حركة طالبان أنها قادرة على الترويج لرسالتها بشكل فعال.
وتعليقا على ذلك، يقول توماس جونسون، الأستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتري بكاليفورنيا: "لقد أدركوا أنه للفوز بالحرب، يجب رواية القصص. في المناطق الحضرية يمتلك جميع الأفغان هواتف ذكية، وأعتقد أن الأمر سيستمر ليكون مفيدا جدا. سوف يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ليخبروا الشعب الأفغاني بما يحتاجون إليه".
وفي المقابل تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل كبريات منصات التواصل الاجتماعي مع المحتوى الذي تنشره حركة طالبان على هذه المنصات، في وقت أعلنت فيه الحركة الإسلامية المتشددة أنها ستشكل حكومة بعدما تمكنت من السيطرة على سائر أنحاء أفغانستان.
وكان متحدث باسم فيسبوك، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، قال لوكالة فرانس برس إن "طالبان مصنفة منظمة إرهابية بموجب القانون الأميركي وقد حظرناها من جميع خدماتنا بموجب قواعدنا المتعلقة بالمنظمات الخطرة".
ولدى كل من تويتر ويوتيوب قواعد مماثلة، على الرغم من أن تويتر لا يفرض حظرا مسبقا على الحسابات التابعة لحركة طالبان، إلا إذا نشرت هذه الحسابات محتوى ينتهك قواعد الموقع المتعلقة بنبذ العنف والتلاعب بالمحتوى.
والثلاثاء الماضي، قال موقع يوتيوب، التابع لألفابت، إنه يحظر حسابات يُعتقد بأن طالبان تملكها وتديرها.
واختفت المواقع الرسمية الإلكترونية لحركة طالبان من على شبكة الإنترنت في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، بحسب رويترز.
ولم يتضح بعد ما إذا كان اختفاء تلك المواقع يرجع إلى خطأ فني أم أمر آخر.
وتدير طالبان مواقع منفصلة بخمس لغات هي الباشتو والعربية والأوردو والدرية والإنكليزية. وبدا من غير الممكن الوصول للمواقع الخمسة يوم الجمعة.