رغم اتفاق أعضاء منظمة الدول المصدر للنفط- أوبك، على وجود مصالح مشتركة تجمعهم، إلا أن خلافات داخلية تظهر بين الفينة والأخرى، تشير إلى تعاظم خطر تفكك هذه المنظمة، ما يثير مخاوف من التبعات.
فماذا لو حدث ذلك بالفعل؟
موقع "برايس أويل" قدم تحليلا يكشف فيه عن شكل العالم من دون أوبك، وما الذي يمكن أن يحصل؟ ولماذا تعتبر هذه المنظمة مهمة في هذا الوقت؟
التحليل الذي أعدته، إيرينا سلاف، الكاتبة المتخصصة في شؤون النفط، يشير إلى أن "أوبك أكثر أهمية من أي وقت مضى"، فرغم أن "الخلافات تشي أحيانا باحتمالية تفككه، إلا أن أسواق النفط لن تبقى كما هي، وسيتغير واقع الحال".
تعتقد الكاتبة أنه بالنظرة الأولى إلى العالم من دون أوبك، قد تبدو الأمور طبيعية إلى حد ما، إذ ستحتفظ كل دولة بالاحتياطيات التي تراها مناسبة من النفط، وسيصبح التنافس في سوق النفط على أشده، إذ سيسعى كل طرف للحصول على حصة سوقية أكبر من الأخرى، ولكن أمن إمدادات النفط سيكون أكثر تقلبا.
ولكن حتى مع المنافسة التي قد تعني انخفاض الأسعار أحيانا، إلا أن التقلبات في سوق النفط قد تكون "حادة"، وهو ما سيجعلها "نعمة" على الجيل الجديد من المتداولين في أسواق النفط، وفق التحليل.
آدم روزنكواج، متخصص في أسواق النفط، يقول "إنه إذا تم حل أوبك غدا، فهذا يعني تقلبات كبيرة على المدى القصير"، وحتى على المدى الطويل سيكون لدى الأطراف المختلفة فائض أقل بكثير عما لديهم الآن.
ويضيف أن التقلبات في سوق النفط قد تجعل الاستثمار فيه من أجل تأمين إمدادات مستقبلية عرضة لعدم الاهتمام، وهو ما سيعني انعدام الأمن في تأمين العرض على المدى الطويل.
معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أصدر في فترة سابقة تحليلا يعتمد على الأرقام، تحدث فيه عما لو لم تكن أوبك موجودة خلال الأعوام 1990-2018.
وخلص هذا التحليل إلى أرقام إنتاج النفط كانت ستكون أكبر مما كانت عليه، وأن التقلبات التي ستشهدها الإمدادات التي ستتأثر بالأحداث الجيوسياسية ستكون أكثر حدة عما شهدناه خلال العقود الماضية.
وعلى صعيد الاحتياطيات، فمن دون وجود أوبك، لكانت غالبية الدول لا تمتلك نوعا من الاحتياطيات، لتصبح المنافسة في العرض والطلب محتدمة من أجل تأمين حاجات الدول من الطاقة.
وعلى سبيل المثال، ما حصل من هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية في 2019، لو لم تكن هناك منظمة مثل أوبك لارتفعت الأسعار بشكل حاد جدا، بسبب تأثر المعروض، ولكن تم تعويض الحاجة للنفط بإمدادات مختلفة، أو سيبقى البعض بانتظار النفط المستخرج من الصخر الزيتي الذي سيحتاج إلى فترات أكبر ليصبح متوفرا للأسواق الدولية.
ورغم الخلافات الموجودة حاليا في أوبك، وما يحصل في أسواق الطاقة، لو لم تكن أوبك موجودة لكانت طبيعة وحدة الخلافات ستكون أكبر، والأمور أسوأ بكثير عما هي عليه الآن.
* نقلا عن الحرة