"مكان لا إنساني".. انشقاقات في جيش ميانمار
الاثنين 22 نوفمبر 2021 الساعة 20:10

تزايد عدد المنشقين من جيش ميانمار (بورما) منذ انقلاب فبراير الذي أطاح بحكومة تعتبر مدنية، مما أسهم في تفاقم أزمة الروح المعنوية بين القوات، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة الأميركية إن المنشقين على الرغم من أنهم يشكلون نسبة صغيرة من جيش الدولة الذي يقدر عدد أفراده ما بين 280 و350 ألف شخص، إلا أن من بينهم بعض الضباط.

وفي حين يسعى الجيش للتجنيد واستدعاء المتقاعدين مع تهديدهم بوقف رواتبهم التقاعدية حال عدم عودتهم للخدمة، لم تتمكن أكاديمية خدمات الدفاع في ميانمار (بورما) من ملء مقاعد فئة الطلاب الجدد هذا العام للمرة الأولى في تاريخ البلاد الممتد 67 عاما.

وقال المنسق المشارك لبرنامج دراسات ميانمار بمعهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة، مو ثوزار، "لم نشهد قط انشقاقات على هذا المستوى". 

وأضاف: "ما نراه منذ فبراير هو عدد هائل من الأشخاص يغادرون (الجيش) ويعلنون دعمهم لحركة العصيان المدني علنا. هذا غير مسبوق".

في فبراير الماضي، شهدت ميانمار (بورما) انقلابا من قبل الجيش على الحكومة التي كانت برئاسة، أونغ سان سو تشي، وعلق نشاط البرلمان.

من أجل الجنرال وليس الوطن

لطالما حلم، أونغ ميو هتيت، بأن يصبح جنديا. وبعد أن وصل لرتبة نقيب انشق من الجيش وانضم لحركة العصيان المدني، وهي محاولة وطنية تهدف إلى استعادة الديمقراطية وإسقاط الجنرال الكبير، مين أونغ هلينغ، وهو المسؤول العسكري الذي يقف وراء الانقلاب.

في يونيو، أُرسل النقيب هتيت إلى الخطوط الأمامية في ولاية كاياه لسحق مقاتلي المقاومة والمتظاهرين المسلحين المعارضين لاستيلاء الجيش على السلطة. وقال النقيب البالغ من العمر 32 عاما إن 3 من زملائه الجنود قتلوا في المعارك.

وأضاف: "رؤية الضحايا من جانبنا جعلني أشعر بالحزن الشديد. كنا نقاتل ونضحي بأنفسنا من أجل الجنرال وليس من أجل الوطن".

وقدرت "نيويورك تايمز" أن عدد المنشقين وصل إلى 2000 عنصر من جنود وضباط هم جزء من حملة لإضعاف الجيش المعروف باسم "تاتماداو".

وقال الجنود المنشقون إنهم أجبروا على الامتثال لأوامر رؤسائهم بإطلاق النار على المدنيين بعد الانقلاب.

في 6 نوفمبر، قال رئيس هيئة التحقيق المستقلة في ميانمار (بورما) والتابعة للأمم المتحدة إن عمليات الجيش ضد المدنيين (المسلمون الايغور) ترقى إلى مرتبة "الجرائم ضد الإنسانية".

من جانبه، زعم هتت ميات وهو نقيب منشق من الجيش كان يتمركز في مدينة بهامو شمال البلاد إنه أخبر الناس بالهروب قبل أن يطلق النار.

وأضاف: "عندما أُمرت بإطلاق النار، اتصلت بالناس وأخبرتهم أن يهربوا"، مردفا: "تم إنقاذ الناس، لكني لم أستطع العيش في مثل هذا المكان غير الإنساني".

متعلقات