قبل مباحثات فيينا.. إيران ماتزال تجرّب "تكتيكاتها القديمة" للحصول على مكاسب
الجمعة 26 نوفمبر 2021 الساعة 22:25

"تكتيك قديم" يستخدمه الإيرانيون من أجل الحصول على مكاسب أكثر في مفاوضاتهم النووية مع القوى الغربية، التي من المقرر أن تستأنف الاثنين المقبل في فيينا، وفقا لمراقبين.

ويترقب الجميع استئناف المفاوضات بعد تعليقها منذ يونيو، بين إيران والقوى الكبرى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015، في محاولة لإنقاذه.

وأبرم الاتفاق بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، ونص على رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد طهران مقابل الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية ووضع برنامجها النووي تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.

وانسحب الرئيس الأمير كي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في 2018، واصفا إياه بأنه ضعيف للغاية، وردت إيران بانتهاك بعض قيوده. وتسعى إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لإحياء الاتفاق.

والخميس صرح نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير مفاوضي طهران علي باقري أن أي تقدم في المفاوضات مرتبط بـ"إلغاء جميع العقوبات الأميركية، وضمان أن الإدارة المستقبلية في واشنطن لن تتراجع مرة أخرى عن الاتفاقية كما فعل ترامب".

وأضاف باقري في مقابلة خاصة مع صحيفة الإندبندت" البريطانية أن "إدارة بايدن تكرر بعض أخطاء سابقتها وتستمر في الفشل وسياسة الضغط الأقصى على طهران، الأمر الذي يتسبب في حصول إرباك سياسي".

ويرى محللون أن هذه التصريحات تأتي في سياق التكتيكات التي اعتادت طهران على اتباعها مع استئناف محادثاتها مع القوى العظمى من أجل الضغط والحصول على مكاسب.

يصف المحلل السياسي الأميركي توم حرب، تصريحات باقري بأنها "مجرد عملية ضغط قبل الجلوس على طاولة المفاوضات".

ويقول حرب في حديثه لموقع "الحرة" إن "الايرانيين يستعملون نفس الأسلوب والتكتيك القديم للحصول على مكاسب أكثر من واشنطن لدى جلوسهم على طاولة المفاوضات".

ويضيف حرب أن طهران تعتقد أن واشنطن مضطرة للعودة للاتفاق النووي من أجل "تحقيق نصر سياسي" داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أن "الايرانيين يرون أن الإدارة الأميركية الحالية ضعيفة لذا يحاولون رفع سقف مطالبهم".

يتفق مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صادقيان مع قضية "الضغط" قبل المفاوضات، ويشير في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن كلا الجانبين، الأميركي والإيراني، يحاولان زيادة الضغط على أحدهما الآخر من أجل تقوية موقفهما التفاوضي قبل استئناف المباحثات".

وتعليقا على موقف طهران من العقوبات، يؤكد صادقيان أن إيران تعتقد أنها المشكلة الرئيسية وحجر الزاوية للوصول لأي اتفاق".

ويبين صادقيان أن هناك عدة خيارات مطروحة لإيران، ومنها إحياء الاتفاق النووي القديم أو التوصل لاتفاق مرحلي وغيرها، لكن طهران بالنهاية تعتقد أن العقوبات مهمة جدا، وتريد أن تتخلص منها".

في المقابل، تؤكد واشنطن أنها ستنظر في خيارات أخرى في حال استمرت طهران بالمماطلة في ما يتعلق بالمحادثات النووية، وأن هناك خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها.

وفي تصريح أدلى به الثلاثاء للإذاعة الوطنية "أن بي آر"، قال المبعوث الأميركي المكلف الملف الإيراني، روب مالي، إن "الإيرانيين إذا قرروا عدم العودة للاتفاق، فسيتعين علينا أن ننظر في وسائل دبلوماسية أخرى".

وأكد أن واشنطن لن تقف "مكتوفة الأيدي" إن لم تعمل إيران سريعا على العودة إلى طاولة المحادثات حول برنامجها النووي.

وتابع "نحن جاهزون للعودة إلى التقيد ببنود الاتفاق ورفع كل العقوبات التي تتعارض معه. إذا أرادت إيران العودة إلى الاتفاق لديها المجال لذلك".

وأضاف "إذا كانت إيران لا تريد العودة إلى الاتفاق، وإذا واصلت ما يبدو أنها تفعله حاليا أي استنزاف المحادثات الدبلوماسية حول النووي وسرعت وتيرة برنامجها النووي، إذا اختارت هذا المسار، سيتعين علينا أن نرد وفقا لذلك".

ويرى المحلل السياسي الأميركي توم حرب أن "الإدارة الأميركية تواجه تحديات كبيرة في مساعيها للعودة لاتفاق 2015 في ظل وجود معارضة وضغوط عربية وإسرائيلية ترفض أي اتفاق مع إيران".

ويشير حرب إلى أنه في ظل هذه المعطيات، فإن "الأمل بالعودة للاتفاق النووي الموقع مع طهران في عام 2015 بات ضعيفا للغاية".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت في تقرير، الخميس، إن المسؤولين الإسرائيليين يحثون إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على عدم إبرام اتفاق نووي جزئي مع إيران، محذرين من أن ذلك سيكون بمثابة "هدية" للحكومة المتشددة في طهران.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنهم "قلقون جدا" من أن واشنطن تمهد الطريق لإبرام اتفاقية تقدم لإيران تخفيفا جزئيا للعقوبات مقابل تجميد نشاطها النووي أو التراجع عنه.

وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم إنهم ناقشوا عدة أفكار تتعلق بكيفية الإبقاء على الخيار الدبلوماسي قائما في حال رفضت الحكومة الإيرانية الجديدة العودة للاتفاق النووي قريبا. لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أنهم لم يقدموا أي اقتراح أو مبادرة جديدة للإيرانيين حتى الآن.

وقبل ذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الثلاثاء، أن بلاده لن توافق على الاتفاق النووي مع إيران، وتعتبر نفسها غير ملزمة به.

 


* نقلا عن الحرة

متعلقات