100 ألف نحّال يمني.. هل ينقذون "الذهب السائل" من دخان الحرب؟
الثلاثاء 15 فبراير 2022 الساعة 21:58
الأحرار نت

لا يزال نحالو اليمن يعانون في إنتاج الذهب السائل، رغم مرارة الحرب التي سببت لهذه التجارة أزمة حقيقية، كونها أصبحت مهنة خطرة بالنسبة لهم حيث يجازفون بحياتهم يخشون التعرض للقصف الخاطئ أو الاستهداف، أثناء تنقلهم بمناحلهم من منطقة إلى أخرى على متن شاحناتهم من أجل البحث عن الوديان والمراعي لزيادة الإنتاج، حيث تعيقهم الألغام التي تنتشر في معظم أنحاء البلاد، ونقص الوقود الذي يعيق من نقل المستعمرات لتتغذى على النباتات الموسمية، خلافاً أن العسل الحقيقي أصبح بطعم البارود ودخان المعارك، ولم يعد جزءا من مائدة اليمنيين كما كان في السابق، حيث بات الإنتاج ضئيلاً مقارنة بالسنوات الماضية قبل نشوب الصراعات منذ العام 2014.

100 ألف مربي نحل يعانون

ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة عام 2020، فإن نحو 100 ألف مربي نحل ينتجون ما يقارب 1500 طن فقط، من العسل سنوياً يتم تصدير 800 منها إلى دول مجاورة. ‏ وتراجعت إنتاجية اليمن من العسل بحسب بيانات صادرة عن وزارة الزراعة والري في العام 2019، بنحو (2400) طن مقارنة بفترة ما قبل الحرب، والتي بلغت 3000 طن. ويؤكد اتحاد النحالين اليمنيين إن اليمن كان يُصدّر 50 ألف طن من العسل سنوياً قبل الحرب، لكن صادراته هبطت لأكثر من 50%.

ذهب متفحم بسبب غازات الحرب

الذهب السائل أصبح متفحماً وسط رماد الحرب، فقد شهدت مناطق الصراع في البلاد، أَضرارا دمرت المناحل، وروعت النحالين بسبب اشتداد القصف خاصة في بعض الحافظات مثل منطقة الوازعية بمحافظة تعز، ولاذ أحباؤهم إلى مناطق النزوح، كما قتلت الآلاف من طوائف النحل بسبب الغازات السامة والمواد الكيماوية التي خلفتها القذائف والمواد المتفجرة، في حين تحولت مناطق رئيسية لإنتاج العسل في تعز ومأرب والجوف وعلى الحدود الشمالية إلى مناطق عسكرية لا يمكن الاقتراب منها.

عسل ذو صفة دوائية وهذا سعر الأجود منه

يوصف عسل اليمن، حسب نحالين يمنيين بأنه الأول عالميا وفق معايير الجودة، وهناك مساعٍ لتصنيفه عسلاً ذا صفة دوائية، حيث يمكن بيع عسل السدر بمبلغ يصل إلى 500 دولار للكيلوغرام في دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات حسب نحالين يمنيين، مشيرين إلى أن عسل السدر الأشهر لا يمكن جنيه سوى مرة واحدة في السنة، بينما عسل السمر والجبلي وغيرها يمكن توفره على مدار العام.

سوق جديدة بسبب صعوبة البيع وإشكالية التصدير

إلى ذلك، ازدهرت سوق جديدة للعسل على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، بعد أن عجز كثير من مربي النحل من الاستمرار في البيع التقليدي من خلال محالهم التجارية، نتيجة التضخم في فائض الإنتاج وعزوف اليمنيين عن الشراء بسبب الفقر والحرب وظروف الحصار، حيث انخفضت أسعار العسل بنسبة 40% عن الأعوام السابقة، فضلاً عن صعوبة التصدير بسبب إغلاق المطارات وعدم سلاسة إجراءات الشحن البري، وكذلك لاعتبارات أخرى من ضمنها نقاط التفتيش الحدودية التي تصادر تلك العبوات بذريعة دعم المجهود الحربي.

متعلقات