هدد العشرات من العاملين اليمنيين في قطاع النقل الثقيل في محافظة الحديدة الخاضعة لجماعة الحوثيين بتنفيذ إضراب شامل احتجاجاً على التدهور الحاد في الطرق وغياب الصيانة، تتصدرها الطريق الرئيسية الرابطة بين محافظتي الحديدة وإب، وهو الخط الذي تمر فيه أغلب شاحنات البضائع من ميناء الحديدة غرباً إلى مختلف مناطق سيطرة الجماعة.
ووسط تقاعس ما تسمى «المؤسسة العامة للطرق»، و«صندوق صيانة الطرق» الخاضعين لجماعة الحوثي عن القيام بصيانة الطرق المتهالكة التي زادت من معاناة المواطنين وكبدتهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، هدد سائقو الشاحنات باتخاذ خطوات تصعيدية في حال تجاهل الجماعة لمطالبهم.
وطالب بيان مشترك صادر عن سائقي نقل شاحنات الوقود، والسائقين في موانئ الحديدة بجميع مكاتبها، وسائقي ميناء الصليف ومصنع السكر في ميناء رأس عيسى والصوامع والمخازن في الحديدة، جماعة الحوثي بالقيام بأعمال ترميم وصيانة عاجلة للطريق الرئيسية الرابطة بين مديرية الجراحي في محافظة الحديدة ومنطقة العدين في محافظة إب، خصوصاً في مواقع نقيل سمارة وسوق العدين، ومفرق جبلة وأسفل المفرق.
ومنح البيان النقابي الانقلابيين الحوثيين مهلة تنتهي في منتصف سبتمبر (أيلول) لإتمام هذه الإصلاحات، قبل أن يباشر السائقون تنظيم إضراب شامل عن العمل.
ومع شكاوى السائقين من تدهور مستمر للطريقة الرابطة بين (الحديدة - إب)، يشير سائق شاحنة إلى أن القيادة في ذلك الطريق تحولت إلى مخاطرة كبيرة خصوصاً هذه الأيام التي يستمر فيها هطول الأمطار وتدفق السيول الجارفة، وظهور عدد كبير من الحفريات التي تعيق سيرهم وتعرضهم لحوادث الانقلاب.
وتحدث السائق إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه، عن تعرضه لخسائر كبيرة جراء انقلاب شاحنته مرات عديدة في الخط الواصل بين الحديدة وإب، مطالباً سلطة الجماعة الحوثية في إب باقتطاع ولو جزء بسيط من الأموال التي تُفرض بشكل يومي مقابل السماح لهم بالعبور، وتخصيصها لأعمال الصيانة كون ذلك الخط لا يزال يعاني من التآكل وانتشار الحفريات.
فساد وإهمال
وتحدثت مصادر يمنية مطلعة في إب عن تهالك أكثر من 85 في المائة من الطريق الرئيسية الرابطة للمحافظة مع محافظة الحديدة نتيجة «استمرار فساد الجماعة الحوثية وإهمالها المتعمد».
وبينما أكدت المصادر أن الطريق الرابطة بين المحافظتين أصبح مدمرة بشكل شبه كلي، شكا عدد من سائقي شاحنات النقل الثقيل من استمرار تهالك الطريق وتسببه في تعرض شاحناتهم لحوادث سقوط وانقلاب بصورة شبه يومية.
وكشفت مصادر نقابية في إب عن تسجيل ما يزيد على 34 حادثة انقلاب شاحنات تنقل البضائع ومواد أخرى في تلك الطريق الرئيسية منذ مطلع العام الحالي، حيث تركز وقوع أغلب تلك الحوادث في الطريق الواصلة بين مدينة العدين ومركز محافظة إب، خصوصاً في منطقتي «نقيل مشورة» و«نقيل الركة».
وكانت دراسة يمنية اتهمت في وقت سابق جماعة الحوثيين بإغلاق وتدمير وتقطيع أوصال الطرق والجسور بين المحافظات، الأمر الذي خلق معوقات وصعوبات كبيرة ومكلفة وتعقيدات طويلة على حركة السفر، وانتقال المواطنين، وحركة انتقال شاحنات البضائع.
وأوضحت الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (منظمة يمنية) أن الانقلاب الحوثي أثر في البنية التحتية لقطاع النقل بشكل كبير، وأدى إلى تضرر الطرقات والجسور والموانئ والمطارات، وتعرض ما نسبته 29 في المائة من إجمالي شبكة الطرق داخل المدن لدرجة عالية من الضرر، وأكثر من 500 كيلومتر لدمار كلي، مشيرة إلى تقديرات عن خسائر بمليارات الدولارات في هذا القطاع الحيوي.