كانت نهاية العام (2024) مسك الختام وبالذات في الربع الأخير منه نشاط مكثف وتحركات مثمرة لزيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور «أحمد عوض بن مبارك» لعدد من المرافق الحكومية .. وهذا كشف عن نوايا الرجل لتقديم شيء للوطن، وهو شيء جديد لم يسبقه من قبل رؤساء حكومات سابقة بالرغم من تعقيدات الوضع القائم .. إلا أن رئيس الوزراء تخلى عن الغرف المكيفه ونزل للشارع بلا أطقم ترافقه ولا ضجيج مسؤوليه كما تعودنا من مواكب المسؤولين في شوارعنا. وهذا ذكرنا بما عشناه في الزمن الجميل عندما كان القادة وليس الحكام مع أبناء شعبهم في مرافق العمل والإنتاج .. و«بن مبارك» أثبت أنه قائد وليس منقاد، وهذه الزيارة كانت استكشافية على أرض الواقع المأساوي على المواطن للانقلاب الحوثي.
بدأ أول جولة له بترأس اجتماع للجنة العليا لمكافحة التهريب وبعد ذلك توالت الزيارات والنقاشات التي نستطيع أن نلخصها خلال الربع الأخير من العام الماضي بالأتي:
- ناقش مع السفير التركي اتفاقيات التعاون بين البلدين.
- ترأس لقاء بقيادة وزارة الزراعة وتفقد مشروع ميناء الاصطياد السمكي.
- استعرض جهود حماية المواطنين وتحقيق معاناتهم لمواجهة التحديات البيئية وتلقى رسالة من رئيس الاتحاد السويسري ويشدد على توفير بيئة ضامنة لنجاح عملية التنمية بشكل وثيق وآمن.
- بحث مع رئيس الدولة البريطاني آفاق التعاون.
- مجلس الوزراء يقف أمام الإجراءات الكفيلة لتحقيق استقرار سعر العملة الوطنية.
- رئيس الوزراء يقول نسعى لتحقيق بيئة سير العمل وتطويره في جميع المحافظات المحررة.
- مجلس الوزراء يعقد اجتماعاً لمناقشة المستجدات الاقتصادية وتقييم خطط الحكومة.
- ترأس اجتماع طارئ للبنك المركزي والمالية للوقوف على المستجدات الوطنية.
- دولة رئيس الوزراء يقول تعمل الحكومة على إعادة توازن الصرف لمواجهة العملات الأجنبية.
كما استقبل المبعوث النرويجي إلى اليمن ويستعرض مع سفراء الاتحاد الأوروبي دعم الحكومة اليمنية ويجري اتصالاً مع محافظ المهرة لمتابعة إجراءات التعامل مع المنخفض الجوي.
- وجه وزارة الصحة بمعالجة منتسبي المؤسسة الأمنية على نفقة الدولة ويستقبل وفد روسيا الاتحادية.
- تابع التدخلات لمتابعة أسعار الصرف مع البنك المركزي.
- مناقشة مع السفير التركي تفعيل اتفاقيات تعاون بين البلدين ويؤكد أهمية دور رجال الأعمال في دعم الاقتصاد الوطني جاء ذلك خلال استقباله رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي اليمني.
- استعرض رؤية الحكومة لتطوير المؤسسة العسكرية والأمنية مع قيادة القوات المشتركة ويتسلم نتائج تقارير الرقابة على أعمال المؤسسات.
وفي جولة تفقدية زار رئيس الوزراء وزارة العدل والمركز الوطني للطب والتقى محافظ «تعز» ووجه بتعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والسلطات المحلية.
- كما قام بزيارة للفريق «محمود الصبيحي» وناقش معه المعركة المصيرية ضد الانقلاب الحوثي على الدولة.
- وجه بمعالجة القضايا الأمنية والخدمية بمحافظتي «أبين» و«لحج».
ـ «بن مبارك» يبحث مع دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالبنك الدولي شراكات تتجاوز التدخلات الطارئة.
- تدارس الإجراءات التنفيذية لتحقيق التوازن لسعر الصرف.
- شدد على تنفيذ حملات ضبط لمحلات الصرافة المضاربة بالعملة.
- افتتح ورشة عمل وطنية حول الإصلاحات المؤسسية في البلاد.
- أمانة رئاسة مجلس الوزراء تطلع على عمل هيئة الأدوية بعدن.
- زار وزارة الصحة وهيئة الأدوية ومعهد «أمين ناشر» ويؤكد على حماية المستهلك ويستقبل ممثل «اليونيسيف» في اليمن.
- ناقش مشروع رأس المال البشري والاستثمار الصحي والبشري وتأهيل الشباب.
- استعرض رؤية الحكومة لتطوير المؤسسة العسكرية والأمنية مع قيادة القوات المشتركة من خلال زيارة جرى خلالها استعراض جوانب التكامل والتنسيق والتواصل بين الحكومة والقوات المشتركة.
- ترأس اجتماعاً لوزارة الأشغال ويشدد على توفير بيئة ضامنة لنجاح العمل بشكل وثيق.
- قام بزيارة لوزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة لحماية البيئة ويستعرض جهود حماية المواطن لتخفيف معاناتهم لمواجهة التحديات البيئية.
استلم نتائج تقرير الرقابة على أعمال المؤسسات من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لأعمال عدد من المؤسسات والمصالح الحكومية والتي طلب دولته مراجعتها في أول زيارة للجهاز عقب توليه رئاسة الحكومة. تسلم الجهاز تقارير مراجعة حسابات المنطقة الحرة ومصافي عدن والمؤسسة العامة لموانئ خليج عدن وشركة النفط وفروعها في المحافظات ومؤسسة موانئ البحر العربي والشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والهيئة العامة للشئون البحرية والهيئة العامة للمساحة والثروات المعدنية والهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري والشركة اليمنية للغاز «مأرب» إضافة إلى تقييم أداء الضرائب في رئاسة مصلحة الضرائب.
- كما وجه جهاز الرقابة والمحاسبة لمراجعة أعمال الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء.
- شدد على تنفيذ حملات ضبط لمحلات الصرافة التي تضارب بالعملة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في كل المحافظات.
- تابع التدخلات للسيطرة على الصرف مع البنك المركزي مع قيادته في «عدن».
جهود «بن مبارك» التي بدأها هي رسالة واضحة أن هذه المرحلة تختلف عن سابقتها وفي الزيارات والتحركات رسائل أيضاً زيارة الجهاز المركزي ومكافحة التهريب والجوازات وتكرار الحديث عن مكافحة الفساد والشفافية.
إذاً الدكتور «أحمد بن مبارك» صاغ جملة من الإجراءات لمكافحة الفساد والفاسدين لقيت تعثراً من بعض الجهات، حيث صاغ نظرية الحكومة للإصلاح الاقتصادي وتمثلت باستعادة الدولة من مليشيا الانقلاب الحوثي والقضاء على الفساد والنمو الاقتصادي وبناء القدرات والأتمتة والتحول الرقمي وتنمية الموارد وإصلاح الميزان التجاري للدولة، وزيادة الصادرات على الواردات وتطوير قطاع التصدير وردم الهوة بين الصادرات والواردات وخلق ظروف جاذبة للاستثمار الصناعي والزراعي وبناء مصانع ومعامل بدلاً من بناء المولات التي لا تخدم سوى فئة من الناس.
وتمكن دولته من تشخيص الحالة مبكراً وهي امتلاك الإرادة السياسية لمكافحة الفساد لأن الفساد له حاضنة وحاضنته مراكز القوى في الدولة العميقة.
وفي أول لقاء له في المكتب التنفيذي لمحافظة «عدن» قال إن «عدن» بحاجة إلى جهد لإعادة الاعتبار لها وتعقيدات الوضع العام في «عدن» وآليات التكامل على المستوى المركزي والمحلي لإيجاد رؤية شاملة لاستعادة دورها ومكانتها تاريخياً كمنفذ اقتصادي للبلد ووضع المعالجات اللازمة لمختلف المجالات بما ينعكس على تحسين معيشة المواطن اليومية.
فالدكتور «بن مبارك» قادم من خارج المحاصصة وحزبه الوطن وتمكن من فتح ملف شائك لمحاربة الفساد وواجه صعوبة لأن الكل تعايش مع الفساد خلال الفترة الماضية لأنه قبل هذا التحدي لإنقاذ الوطن والمواطن وامتلك الإرادة السياسية لصياغة رؤية جديدة لواقع البلد لصالح المواطن. ولكن هل كان الجميع ينتظر خلال الفترة الماضية الحكومات المتعاقبة والسلطات المحلية، ومجيء «بن مبارك» لكشف الفساد والفاسدين، فالمهمة تتطلب تكاتف كل الشرفاء في الوطن لإنقاذ البلد من انهيار اقتصادي محقق.
ومع بداية العام الجديد يكشف رئيس الحكومة عن إحالة ملفات جديدة للفساد للنائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية وأكد أن منهج الحكومة مكافحة الفساد ومحاسبة من يثبت تورطه بقضايا فساد وذلك لتعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة وبناء مؤسسات الدولة قائم على سيادة القانون والعدالة الاجتماعية.