فكرة بن دغر، التي طرحها من خلال صحيفة الشرق الأوسط، عن: رفع العقوبات الدولية عن أحمد صالح ضمن مشروع لاستعادة المؤتمر الشعبي العام كحزب.. هي فكرة، باعتقادي، بالغة الأهمية. تحدث الرجل عن مشروع كامل لإعادة دمج المؤتمر الشعبي في الشرعية السياسية وعن مساهمة مفترضة سيقوم بها "نجل صالح" في هذا السبيل. كل فكرة ستساهم، بدرجة ما، في إنقاذ السياسة هي فكرة جيّدة. السياسة لوحدها يمكنها احتواء الحرب، على وجه الخصوص ونحن نشاهد كيف تلاشت الدولة كلياً حتى أخذت شكل "دائرة هجرة" في حيّ من أحياء السعودية.   إنقاذ "أحمد" ضمن مشروع لاستعادة السياسة يختلف عن إنقاذ أحمد ضمن خطة لخلق مزيد من "جيوش ما تحت الدولة". الفكرة الأولى تحدث عنها بن دغر، وهي فكرة مهمة. اليمن الذي مزقته الحروب في غنى عن الفكرة الثانية.   نحن بحاجة إلى استعادة شكل هش للدولة صالح للبناء عليه مستقبلاً. دمج مزيد من اليمنيين في سبيل استعادة "الشكل الهش" قد يكون هو الممكن الوحيد، حالياً. علمتنا الحرب أن اليمن إذا لم يكن لكل الناس فلن يكون لأحد. وتعلمنا من خطيئة "الهاشميين المُحاربين" أن الطريقة الوحيدة التي تفضي إلى "الشرف" هي الكفاءة والجدارة، وأن أي نظرية أو فكرة عن الحُكم لا تستند إلى العدالة والمساواة والتنوع الخلاق هي فكرة قاتلة.